الثّامِنة: «مُناجات المُریدین»
هشتم: مناجات اهل ارادت
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُبْحانَكَ ما اَضْيَقَ الْطُّرُقَ عَلي مَنْ لَمْ تَكُنْ دَليلَهُ
وَما اَوْضَحَ الْحَقَ
عِنْدَ مَنْ هَدَيْتَهُ سَبيلَهُ
اِلهي فَاسْلُكْ بِنا سُبُلَ الْوُصُولِ اِلَيْكَ
وَسَيِّرْنا
في اَقْرَبِ الطُّرُقِ لِلْوُفُودِ عَلَيْكَ
قَرِّبْ عَلَيْنَا الْبَعيدَ
وَسَهِّلْ عَلَيْنَا
الْعَسيرَ الشَّديدَ
وَاَلْحِقْنا بِعِبادِكَ الَّذينَ هُمْ بِالْبِدارِ اِلَيْكَ يُسارِعوُنَ
وَبابَكَ عَلَي الدَّوامِ يَطْرُقُونَ
وَاِيَّاكَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ يَعْبُدُونَ
وَهُمْ
مِنْ هَيْبَتِكَ مُشْفِقُونَ
الَّذينَ صَفَّيْتَ لَهُمُ الْمَشارِبَ
وَبَلَّغْتَهُمُ
الرَّغآئِبَ
وَاَنْجَحْتَ لَهُمُ الْمَطالِبَ
وَقَضَيْتَ لَهُمْ مِنْ فَضْلِكَ الْمَأرِبَ
وَمَلَأْتَ لَهُمْ ضَمآئِرَهُمْ مِنْ حُبِّكَ
وَرَوَّيْتَهُمْ مِنْ صافي شِرْبِكَ
فَبِكَ
اِلي لَذيذِ مُناجاتِكَ وَصَلُوا
وَمِنْكَ اَقْصي مَقاصِدِهِمْ حَصَّلُوا
فَيا مَنْ
هُوَ عَلَي الْمُقْبِلينَ عَلَيْهِ مُقْبِلٌ
وَبِالْعَطْفِ عَلَيْهِمْ عآئِدٌ مُفْضِلٌ
وَبِالْغافِلينَ عَنْ ذِكْرِهِ رَحيمٌ رَؤُفٌ
وَبِجَذْبِهِمْ اِلي بابِهِ وَدُودٌ عَطُوفٌ
اَسْئَلُكَ اَنْ تَجْعَلَني مِنْ اَوْفَرِهِمْ مِنْكَ حَظّاً
وَاَعْلاهُمْ عِنْدَكَ مَنْزِلاً
وَاَجْزَلِهِمْ مِنْ وُدِّكَ قِسْماً
وَاَفْضَلِهِمْ في مَعْرِفَتِكَ نَصيباً
فَقَدِ انْقَطَعَتْ
اِلَيْكَ هِمَّتي
وَانْصَرَفَتْ نَحْوَكَ رَغْبَتي
فَاَنْتَ لا غَيْرُكَ مُرادي
وَلَكَ
لا لِسِواكَ سَهَري وَسُهادي
وَلِقآؤُكَ قُرَّةُ عَيْني
وَوَصْلُكَ مُني
نَفْسي
وَاِلَيْكَ شَوْقي
وَفي مَحَبَّتِكَ وَلَهي
وَاِلي هَواكَ صَبابَتي
وَرِضاكَ بُغْيَتي
وَ رُؤْيَتُكَ حاجَتي
وَجِوارُكَ طَلَبي
وَقُرْبُكَ غايَةُ
سُؤْلي
وَفي مُناجاتِكَ رَوْحي وَراحَتي
وَعِنْدَكَ دَوآءُ عِلَّتي
وَشِفآءُ
غُلَّتي
وَبَرْدُ لَوْعَتي
وَكَشْفُ كُرْبَتي
فَكُنْ اَنيسي في وَحْشَتي
وَمُقيلَ
عَثْرَتي
وَغافِرَ زَلَّتي
وَقابِلَ تَوْبَتي
وَمُجيبَ دَعْوَتي
وَوَلِيَ
عِصْمَتي وَمُغْنِيَ فاقَتي
وَلا تَقْطَعْني عَنْكَ
وَلا تُبْعِدْني مِنْكَ
يا
نَعيمي وَجَنَّتي
وَيا دُنْيايَ وَآخِرَتي يا اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.